تعتبر أنيميا خلايا الدم المنجلية من أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعًا، حيث يحمل 250 مليون شخص حول العالم تقريبًا تغيرات جينية مسببة لأنيميا خلايا الدم المنجلية لا تظهر أعراضها على الشخص حامل هذه التغيرات، لكن تظهر بالأبناء مستقبلاً.
سنتعرف في هذا المقال على ما هي أنيميا الدم المنجلية، وأعراضها، وكيف يمكن تشخيصها والوقاية منها.
ما هي أنيميا الدم المنجلية؟
هي اضطراب وراثي يحدث نتيجة خلل بالجين المسؤول عن تكوين هيموجلوبين الدم المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الجسم، ويؤثر على شكل خلايا الدم الحمراء فتصبح أشبه بالهلال أو المنجل. تكون خلايا الدم الطبيعية دائرية الشكل، لتيسير تدفقها في الأوعية الدموية وتعيش لمدة 120 يومًا تقريبًا. ولكن عندما تصبح هلالية أو منجلية يتعذر تدفقها في الأوعية الدموية وتموت سريعًا خلال 10-20 يومًا، مما يؤثر على كمية خلايا الدم الحمراء بالجسم مسببةً الأنيميا ومشاكل صحية أخرى، ومن هنا اكتسبت أنيميا الدم المنجلية اسمها.
ما هي أعراض أنيميا الدم المنجلية؟
تظهر أعراض أنيميا الدم المنجلية عادةً في عمر 5-6 شهور، وتختلف شدتها من شخص لآخر. من أبرز هذه الأعراض:
- الشعور بالإرهاق والتعب الناتج عن الأنيميا.
- الشعور بالألم الشديد بالبطن والمفاصل والصدر، نتيجة تأثر تدفق الدم عبر الأوعية الدموية، وقد يتحول إلى ألم مزمن.
- تورم اليدين والقدمين.
- تكرار الإصابة بالعدوى.
- تأخر النمو نتيجة عدم كفاية الأكسجين المتدفق إلى جميع أنحاء الجسم.
- حدوث مشاكل بالرؤية قد تصل إلى العمى، نتيجة انسداد الأوعية الدموية التي تنقل الدم للعين مما يؤدي إلى تضرر شبكية العين.
- الصداع الشديد.
قد تؤدي أنيميا الدم المنجلية إلى مضاعفات شديدة، منها:
- مضاعفات أثناء الحمل، فقد تزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم أو حدوث جلطات دموية تؤدي إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو انخفاض وزن الجنين.
- تلف الأعضاء، نتيجة انقطاع تدفق الدم للأعضاء.
- السكتة الدماغية.
- قرح بالساق.
- متلازمة الصدر الحادة، نتيجة انسداد الأوعية الدموية الموجودة بالرئتين، مما يؤدي إلى الشعور بألم بالصدر وضيق بالتنفس.
كيف يمكن تشخيص أنيميا الدم المنجلية؟
تُشخص أنيميا الدم المنجلية عادةً من خلال تحاليل الدم لمعرفة نوع الهيموجلوبين المسبب لأنيميا الدم المنجلية، وقد يطلب الطبيب تحاليل أخرى. يمكن أيضًا الكشف عنها مبكرًا من خلال الفحوصات الجينية قبل الزواج والحمل، وفحص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين قبل ولادته، أو فحص أنسجة من المشيمة.
هل يوجد علاج لأنيميا الدم المنجلية؟
لا يوجد علاج شافي من أنيميا الدم المنجلية، لكن قد تكون عمليات زرع الخلايا الجذعية علاجًا محتملاً لها. تختلف الإجراءات العلاجية المتبعة مع مرضى أنيميا الدم المنجلية لتخفيف الألم والمضاعفات الناتجة عنها، وفقًا لنوع الأنيميا والأعراض الموجودة لديهم، لكن يلجأ الأطباء عادةً إلى نقل الدم لتعويض نقص خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى الأدوية لتقليل العدوى والمضاعفات الأخرى الناتجة عن أنيميا الدم المنجلية.
هل تختلف أنيميا الدم المنجلية عن الأنيميا العادية المعروفة؟
نعم، فأنيميا الدم المنجلية تؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء الطبيعية فتتحول شكلها إلى هلال أو منجل، لكن الأنيميا العادية تكون خلايا الدم الحمراء سليمة، لكن كميتها منخفضة عن مستواها الطبيعي.
كيف يمكن السيطرة على أنيميا الدم المنجلية والوقاية منها؟
يعاني مرضى الأنيميا المنجلية عادةً من أعراض متوسطة لشديدة، لكن ينصح بما يلي لتقليل أعراض أنيميا الدم المنجلية ومضاعفاتها:
- الاستشارة الوراثية
تساعدك الاستشارة الوراثية في اختيار الفحص الجيني المناسب للكشف عن التغيرات الجينية الموجودة لديك المسببة لأنيميا الدم المنجلية، وتساعدك أيضًا في معرفة مدى تأثيرها على أطفالك بالمستقبل وتزودك بالنصائح اللازمة بطرق الوقاية أو العلاجات المتاحة. - اتباع عادات صحية
يوصى باتباع بعض العادات الصحية لتقليل شدة أعراض أنيميا الدم المنجلية، منها:
- شرب كمية كافية من السوائل.
- تجنب الأنشطة التي تؤدي لخفض مستوى الأكسجين لديك، مثل التمرينات الكثيفة.
- الحفاظ على جسمك بدرجة حرارة معتدلة بتجنب الطقس شديد البرودة أو الحرارة قدر الإمكان.
- تجنب المرتفعات كالجبال، والطائرات، وغيرها.
وختامًا، يمكنك حماية أطفالك بالمستقبل من مضاعفات أنيميا الدم المنجلية وأنواعها المختلفة من خلال الفحص الجيني قبل الزواج أو أثناء الحمل، ليعيشوا حياة أفضل.