alopecia

الثعلبة بين التشخيص والعلاج

تؤثر الثعلبة على ما يقرب من 0.5-2% عالميًا، بينما يؤثر الصلع الوراثي وهو أحد أشكال داء الثعلبة على ما يقرب من 50% من الرجال والنساء عالميًا.

يمكن الإصابة بأحد أشكال الثعلبة في أي عمر بعد البلوغ، فمثلاً يزداد خطر الإصابة بالصلع الوراثي مع التقدم في العمر حيث قد يبدأ بفترة العشرينات أو الثلاثيناث من العمر ولكن ي
حدث عادةً للنساء في فترة انقطاع الطمث وتظهر أعراضه لدى الرجال في عمر 50.

تختلف أشكال الثعلبة في الرجال عن النساء وتتسبب في آثار نفسية سلبية، مثل القلق والاكتئاب وانخفاض مستوى التفاعل مع المجتمع بمرور الوقت وتظهر هذه الآثار بشكل أكبر لدى النساء وخاصةً عند ظهور أعراضه في عمر مبكر.


سنسلط الضوء في هذا المقال على أعراض الثعلبة لدى الرجال والنساء وأسبابها وطرق العلاج وأهمية الفحص الجيني في التشخيص المبكر لها.


ما هي الثعلبة؟

الثعلبة هي أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تسبب تساقط الشعر بأنماط تختلف في الرجال عن النساء.


أعراض الثعلبة

 يبدأ تساقط الشعر لدى الرجال من أعلى الخدين (منطقة السوالف) ويبدأ خط الشعر في الانحسار للوراء مكونًا شكل حرف M، مع خفة الشعر في أعلى الرأس وتسمى هذه الحالة صلع النمط الذكوري وقد يكون صلع جزئي أو يتطور إلى صلع كامل بالرأس.

بينما يختلف الأمر لدى النساء، حيث يلاحظ خفة الشعر في أعلى ومنتصف الرأس دون انحسار خط الشعر للوراء، وتسمى هذه الحالة صلع النمط الأنثوي ونادرًا ما تتحول إلى صلع كامل.


لا تقتصر الثعلبة على فروة الرأس فحسب، بل قد تتسبب في تساقط الشعر بأي منطقة بالجسم، مثل الوجه والحاجبين.


أسباب الثعلبة

قد تنتج الثعلبة بسبب:

عوامل وراثية

يعد الصلع الوراثي أحد أشكال الثعلبة الذي يظهر في الرجال والنساء بسبب تغيرات في جين AR المسؤول عن مستقبلات الأندروجين المتحكمة في استجابة الجسم لهرمونات هذا المستقبل ومنها هرمون الديهدروتستوستيرون، مما يؤدي إلى إنتاجه بشكل مفرط عن المعدل الطبيعي والتأثير على بصيلات الشعر وبالتالي تأخر نمو شعر جديد بدلاً من المتساقط وبعد نموه يظهر بشكل قصير وخفيف عن المعتاد.

هناك أيضًا بعض الجينات الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بالثعلبة، ومنها:

- جينات مرتبطة بالمناعة مثل، PTPN22HLA-DRAHLA-DRB1

- جينات مرتبطة بعوامل فسيولوجية (أي لها دور مهم في أجهزة الجسم) مثل، MT-ND1, COL6A2, and POLH

- جين الكيراتين KRT82 وجين KRTCAP3 وجين DECR2 الذي يلعب دورًا في أيض الدهون ويؤدي الخلل فيه إلى الأمراض الاستقلابية وغيرها من المشاكل الصحية.

تزداد أيضًا احتمالية الإصابة بالثعلبة في حالة وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين بها.

تؤدي التغيرات في هذه الجينات أيضًا إلى أمراض أخرى مثل البهاق والصدفية وغيرها.

عوامل بيئية

قد تظهر الثعلبة بسبب ارتفاع هرمون ديهدروتستوستيرون عن معدله الطبيعي، وهو أحد أنواع هرمونات الأندروجين المسؤول عن ظهور علامات البلوغ لدى الرجال والنساء.


يمكن أن تظهر الثعلبة أيضًا نتيجة الإصابة بأمراض أخرى، مثل سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد ومرض الشريان التاجي بالإضافة إلى السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات لدى النساء.


طرق تشخيص الثعلبة

لتأكيد الإصابة بالثعلبة لدى الرجال والنساء قد يقوم الطبيب بما يلي:
1. فحص فروة الرأس بحثًا عن أي علامات لعدوى مسببة لتساقط الشعر.
2. أخذ عينة من فروة الرأس أو الشعر لفحصها بالمختبر والتأكد من التشخيص.
3. طلب تحليل دم للتأكد من عدم الإصابة بأي مرض من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.

تجدر الإشارة أن الثعلبة ليست من الأمراض المعدية. وليس كل تساقط شعر يعني الإصابة بالثعلبة، فمعدل فقدان الشعر الطبيعي 50-100 شعرة يوميًا مع نموه مجددًا بشكل طبيعي لكن إذا لاحظت تساقطه بشكل كثيف دون نموه مجددًا فقد تكون بداية علامات الثعلبة ويجب استشارة الطبيب في هذه الحالة لتأكيد التشخيص من عدمه.


علاج الثعلبة

تتوفر بعض العلاجات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الثعلبة في الرجال والنساء لإبطاء تساقط الشعر واستعادة نموه تدريجيًا، لكن يتوقف اختيار الطبيب للعلاج المناسب لك منها على مدى شدة الحالة، ومن بين هذه العلاجات:

1. الأدوية
2. عمليات زراعة الشعر
3. علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية
4. العلاج بالضوء الأحمر
5. علاج الوخز بالإبر


الثعلبة والفحص الجيني

يساعد فحص الإكسوم وفحص الجينوم في اكتشاف التغيرات الجينية المسببة للثعلبة وتساقط الشعر لضمان دقة التشخيص ومعرفة العلاج المناسب للحالة بناءً على نوع التغيرات الجينية. يمكن أيضًا من خلال الفحص الجيني معرفة احتمالية تكرار الإصابة بالثعلبة أو الصلع بالعائلة في حالة وجود أقارب مصابين به لاتخاذ الإجراءات اللازمة.


يلعب الفحص الجيني أيضًا دورًا حيويًا في الدراسات الجينية لاكتشاف المزيد من الجينات التي تؤدي التغيرات فيها إلى الإصابة بالثعلبة، مما يساعد في تطوير علاجات جديدة للثعلبة أكثر فعالية لزيادة معدلات الشفاء.


تساعدك الاستشارة الوراثية في معرفة الفحص الجيني المناسب لك لاكتشاف مسببات الثعلبة وتقديم التوصيات اللازمة بعد ظهور نتائج الفحص. وكلما بادرنا باكتشاف المسببات مبكرًا وخاصةً في حالة وجود أقارب مصابين بالثعلبة، زادت احتمالية توفر حلول أفضل وأكثر فعالية.

الرجوع إلى المدونة

اكتب تعليق

يرجى العلم أن التعليقات تتم مراجعتها قبل النشر.