Brain tumors | risk factors and Genetics

هل سرطان الدماغ وراثي؟

يحتل سرطان الدماغ المرتبة الثانية من بين أكثر السرطانات شيوعًا بين الأطفال الأقل من 14 عامًا بعد سرطان الدم (اللوكيميا)، بينما يعتبر ثامن أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأشخاص التي تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، ويتم تشخيص نحو 308.000 شخصًا بسرطان الدماغ سنويًا حول العالم.


يوجد أكثر من 120 نوعًا من سرطان الدماغ معروفًا حتى الآن حسب أحدث الإحصائيات من منظمة الصحة العالمية. أغلب تلك الأنواع من سرطان الدماغ مجهولة السبب، ولكن بعض أنواعه الأخرى قد تنتج عن عوامل وراثية مثل وجود أحد الأقارب المصابين بسرطان الدماغ، مما يزيد من احتمالية إصابة الفرد به.


سنسلط الضوء في هذا المقال على أسباب سرطان الدماغ وأنواعه وأهمية الفحص الجيني في التشخيص المبكر والوقاية وتغيير طرق العلاج.


كيف ينتج سرطان الدماغ؟

ينتج سرطان الدماغ عن نمو الخلايا السرطانية بشكل لا يمكن التحكم فيه. قد يحدث سرطان الدماغ في أنسجة الدماغ أو في المناطق القريبة منه، مثل الغدة النخامية والغدة الصنوبرية والأعصاب والأغشية الواقية لسطح الدماغ. 

يمكن أن تنمو خلايا الورم بالدماغ مباشرةً، وتسمى في هذه الحالة بالأورام الرئيسية وتكون عادةً أورام حميدة غير سرطانية بطيئة النمو، لكن قد تتطور بمرور الوقت إلى أورام سرطانية خبيثة سريعة النمو وتضغط على أنسجة الدماغ وتدمرها تمامًا. قد ينتقل الورم أيضًا من الأعضاء الأخرى بالجسم إلى الدماغ وتسمى بالأورام النقيلية أو الثانوية.



أنواع سرطان الدماغ

يوجد أكثر من 120 نوعًا من سرطان الدماغ تختلف حسب نوع خلايا الورم وموضع نموها. من أبرز أنواع سرطان الدماغ:


الأورام الدبقية 

ينشأ هذا النوع من أورام الدماغ في الخلايا العصبية المحيطة الواقية لأنسجة الدماغ والمعروفة باسم الخلايا الدبقية وتعتبر أكثر أنواع أورام الدماغ الخبيثة انتشارًا. تتفرع من الأورام الدبقية عدة أنواع أخرى مثل:

  1. الأورام النجمية: وتنشأ عن نمو الخلايا السرطانية في الخلايا النجمية المسؤولة عن إصلاح خلايا الدماغ وتغذيتها، وتمثل نصف حالات أورام الدماغ الرئيسية تقريبًا.

  2. الأورام الأرومية الدبقية: تعتبر أكثر أنواع الأورام النجمية خطورة وتنشأ في الحبل النخاعي أو الدماغ وتتشابه أعراضها مع أعراض الأورام الدبقية الأخرى من حيث نوبات الصداع المستمرة والصرع والغثيان وضبابية الرؤية.

  3. الأورام البطانية العصبية: تعتبر أكثر أنواع الأورام الدبقية شيوعًا بين الأطفال، وتصيب الخلايا العصبية المبطنة للقنوات التي تحمل السائل الدماغي النخاعي لحماية المخ والحبل النخاعي من أي ضرر.

  4. الأورام الدبقية قليلة التغصن: ينمو هذا النوع من أورام الدماغ في الخلايا الدبقية قليلة التغصن المسؤولة عن إنتاج مادة واقية للخلايا العصبية بالدماغ وسريان الإشارات الكهربائية في الدماغ والحبل النخاعي.

الأورام السحائية

يصيب هذا النوع من أورام الدماغ الأغشية السحائية الواقية للدماغ وتوجد أسفل الجمجمة مباشرةً. تعتبر الأورام السحائية أكثر أنواع أورام الدماغ الحميدة شيوعًا وتكون بطيئة النمو عادةً، وقد تتطور إلى أورام خبيثة أحيانًا.


الأورام الأرومية النخاعية

وهي أحد أنواع أورام الدماغ التي تصيب منطقة المخيخ الموجودة أسفل الجمجمة وقد تنتقل إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من الدماغ والحبل الشوكي. يشكل هذا النوع من أورام الدماغ نحو 20% من أورام الدماغ لدى الأطفال.


الأورام الأرومية العصبية

ينشأ الورم الأرومي العصبي عادةً بسبب عدم اكتمال نمو بعض الخلايا العصبية في عدة مناطق الجسم، ويصيب في معظم الأحيان الغدد الكظرية أو البطن أو الصدر أو الرقبة أو بالمنطقة القريبة من العمود الفقري.


أورام الغدة النخامية

تكون أورام الغدة النخامية حميدة عادةً وتصيب الغدة النخامية والمنطقة المحيطة بها، وهي غدة مسؤولة عن إفراز الهرمونات اللازمة لأداء الجسم لوظائفه الحيوية، مثل النمو وتنظيم ضغط الدم مما يؤثر على كفاءتها في إفراز تلك الهرمونات.


توجد أنواع أخرى نادرة من أورام الدماغ مثل الأورام المؤثرة على العضلات والأوعية الدموية وعظام الجمجمة وغيرها.



أسباب سرطان الدماغ

تتعدد أسباب الإصابة بسرطان الدماغ، ومن أبرزها:


  • التقدم بالعمر: يمكن أن تحدث الإصابة بسرطان الدماغ في أي عمر، لكن تزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم في العمر.

  • السمنة: قد تزيد السمنة فرص الإصابة ببعض أنواع سرطان الدماغ مثل الأورام السحائية.

  • العلاج الإشعاعي: قد يزيد تعرض الدماغ للعلاج الإشعاعي من احتمالية الإصابة بسرطان الدماغ.

  • العوامل الوراثية: تساهم العوامل الوراثية بنسبة 5% من حالات سرطان الدماغ، حيث تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الدماغ في حالة وجود أقارب من الدرجة الأولى (الأب أو الأم أو الأخوة) مصابين بسرطان الدماغ أو بأحد الأمراض الوراثية التي تزيد من فرص الإصابة بسرطان الدماغ، مثل الأورام الليفية العصبية (النوع الأول والثاني) والتصلب الحدبي ومتلازمة لي فرومني ومتلازمة تيرنر ومتلازمة فون هيبل لينداو ومتلازمة تركو ومتلازمة غورلين.

  • ومن أبرز الجينات المسؤولة عن الإصابة بسرطان الدماغ عند حدوث أي تغير (طفرة) بها: MSH6، MSH2، C2orf80، LRIG1، TERC، VHL، TP53، APC، MLH1، PMS2، TSC1، TSC2



    أهمية الفحص الجيني في التشخيص المبكر لسرطان الدماغ والعلاج

    قد يساهم الفحص الجيني في تغيير طرق تشخيص سرطان الدماغ وعلاجه والوقاية منه وغيره من أنواع السرطان وذلك من خلال:



    الوقاية والتشخيص المبكر 

    يمكن من خلال الفحص الجيني تحديد التغيرات الوراثية المسببة لسرطان الدماغ أو التي قد تزيد من خطر الإصابة به، لتقديم التوصيات اللازمة للأفراد والعائلات. يمكن أيضًا من خلال الفحص الجيني تحديد احتمالية عودة إصابة المتعافي من سرطان الدماغ من خلال الكشف عن أي تغيرات وراثية أخرى مسببة له أو لأي نوع آخر من السرطان.

    اختيار العلاج المناسب للسرطان (العلاج الشخصي)

    يعمل الفحص الجيني على اكتشاف التركيبة الجينية للمريض والتغيرات الحادثة فيها المسببة للسرطان والتي قد تؤثر على مدى الاستجابة للعلاج وفعاليته من شخص لآخر، مما يساعد الطبيب في تحديد الخيار العلاجي المناسب للمريض وتقليل الآثار الجانبية غير المرغوبة للعلاجات الأخرى لزيادة فرص الشفاء. فمثلاً قد يتضح من التشخيص المبدئي لمريض سرطان الدماغ أنه يحتاج لإجراء جراحة ولكن بعد إجراء الفحص الجيني قد يستبدل الطبيب هذا الخيار بعلاج السرطان الموجه أو العلاج الكيميائي أو غيره من الخيارات العلاجية المناسبة لحالة المريض.

    تحديد احتمالية تكرار الإصابة بالسرطان في العائلة

    يساعد الفحص الجيني في تحديد مدى احتمالية تكرار إصابة أفراد آخرين من أفراد العائلة (وخاصةً أقارب الدرجة الأولى) بسرطان الدماغ المكتشف لدى الفرد أو أنواع أخرى من السرطان بناءً على نوع التغيرات الوراثية المكتشفة المسببة للسرطان لتقديم التوصيات اللازمة لأفراد العائلة والتي قد تشمل إجراء الفحص الجيني لهم أو وضع خطة شاملة للوقاية من السرطان.

    يساهم الفحص الجيني أيضًا في تقدم أبحاث السرطان من خلال اكتشاف جينات جديدة مسببة لسرطان الدماغ، لتطوير علاجات جديدة أكثر فعالية، مثل العلاج الجيني، حيث يجري الباحثون حاليًا تجارب لاختبار فعالية أحد العلاجات الجينية في علاج الأورام النجمية بعد أن أُثبتت فعاليته في علاج سرطان الدم (اللوكيميا).

    توصي الجمعية الأمريكية للسرطان أيضًا بضرورة إجراء الفحص الجيني في الحالات التالية:

     1. المصاب بالسرطان:

    • إذا كنت مصابًا بالسرطان قبل عمر 50.
    •  إذا كان لديك فرد أو أكثر من الدرجة الأولى (الأب، أو الأم، أو الأخوة) مصاب بالسرطان.
    • إذا كنت مصابًا بأنواع نادرة من السرطان، مثل سرطان البروستاتا وسرطان الثدي بالرجال والأنواع النادرة من سرطان البنكرياس.
    • إذا كنت مقبلاً على إجراء جراحة لتقليل فرص انتشار السرطان (مثل استئصال القولون أو الثدي) لتحديد العلاج والإجراء المناسب بناءً على نوع التغيرات الجينية لديك.
    2. الشخص السليم:
    • إذا كان لديك أقارب مصابين بسرطان الدماغ أو سرطان البنكرياس أو سرطان البروستاتا وغيره من السرطانات.
    •  إذا كان لديك  أكثر من فرد من الدرجة الأولى (الأب، أو الأم، أو الأخوة) مصاب بالسرطان.
    • إذا كان لديك قريب مصاب بأكثر من نوع من السرطان.
    • إذا كان لديك قريب أصيب بالسرطان قبل عمر 50.

    تجدر الإشارة أن نوع الفحص الجيني المناسب يتوقف على الحالة الصحية وتاريخ العائلة مع سرطان الدماغ أو أي متلازمات وأمراض وراثية أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الدماغ وغيره من أنواع السرطان، لذلك ينصح بالاستشارة الوراثية للتوجيه إلى الإجراء المناسب.

    الاستشارة الوراثية والسرطان

    تساعد الاستشارة الوراثية في التوجيه للإجراء المناسب وترشيح الفحص الجيني الأشمل بناءً على المعلومات المقدمة عن الحالة الصحية لك ولعائلتك، وتساهم الاستشارة الوراثية أيضًا في تحديد مدى تكرار الإصابة بالسرطان في العائلة. لا يقتصر دور المستشار الوراثي على مرحلة ما قبل الفحص فحسب، بل يساعدك في فهم نتائج الفحص لإعطائك التوصيات والتوجيهات اللازمة وتقديم الدعم النفسي اللازم لك.

    يقدم مركز إنيجما لطب الجينات الفحص الجيني الشامل للسرطان والذي يغطي 109 جين مرتبط بالأمراض السرطانية ومنها سرطان الدماغ، بالإضافة إلى الفحوصات الجينية الشاملة للأمراض الوراثية مثل فحص ما قبل الزواج والحمل الذي يغطي أكثر من 550 مرض وراثي والفحص الجيني الشامل (الجينوم) الذي يغطي أكثر من 7500 مرض وراثي  والفحص الجيني (الإكسوم) الذي يغطي 7000 مرض وراثي وغيرها، ويوفر أيضًا خدمة الاستشارة الوراثية عن بُعد قبل وبعد الفحص، لمساعدتك في رحلة الحفاظ على صحتك وصحة عائلتك.





    العودة إلى المدونة

    اترك تعليقا

    يرجى ملاحظة أن التعليقات تحتاج إلى الموافقة قبل نشرها.